كتبتها الكاتبة رضوى رضا
لمن هذه الكلمات؟
سميرة تتنفس هكذا تُعبر عن نفسها في كل مرة تنشر فيها منشورا أو محتوى جديد على صفحاتها الخاصة، وفي كل مرة تكتب فيها بيت شعر جديد تكون حقا "سميرة تتنفس"، وهكذا وجدت موهبتها كالهواء الذي دونه لا توجد حياة، وقد صدقت فجميعنا نعيش نتنفس نفس الهواء نمضي في نفس الحياة ونحاول الكثير من المحاولات لنعيش كما نريد إلا ان القليلين من تستجيب لهم الحياة، وفي الواقع كل شيء يستجيب لإصرار من قرر ألا يستسلم، وصبر ولم يجزع، وآمن دون يأس. وحينما نقول سميرة تتنفس سنعرف أنها تتنفس ليس هواء فقط بل ايضا شغف وابداع مستمر فيما خلقت لأجله موجه من خلاله للعالم رسالتها في الحياة. فكيف وصلت لتحقيق أهدافها من خلال هذه الرسالة؟ سنعلم هذا من قصتها تابعوا معي...
في مدينة جدة عروس البحر الأحمر كانت تعيش أسرة محبة للفن وللكلمات الراقية حيث أن الأب من هواة قراءة الشعر ومتذوق ممتاز للقصائد شعرية ونثرية وغيرها من الفنون الأدبية؛ فكان يعقد جلسات مسائية ثقافية بين أفراد عائلته حيث يُلقي كل منهم قصيدة أو بيت شعر يحفظه أو يعبر عما يحب بطريقته حيث المهم هي المشاركة؛ فمنهم من يروي قصة ومنهم من ينظم بيت شعر وآخر يتحدث بفكاهه، وهكذا تمضي الجلسة فيما يكون الوالد علم مواهب أبنائه، والأبناء استمتعوا بجلسة هادئة ممتعة مع والدهم يتعلمون من خلالها عن توجهاتهم وما الذي يميلون إليه من الفنون، والأجمل قضاء وقت عائلي جميل يملأ بيتهم دفء وحب وود. ومن هنا بدأت الفتاة الصغيرة سميرة بكتابة نثرية تُلقيها عليهم ثم جذبتها أبيات الشعر حيث الكلمات القليلة المنمقة ذات القوافي المناسبة والمعنى القوي، فقررت أن تحول النثر إلى شعر، وكتبت بالفعل البيت الأول وقرأته أمام أبيها الذي فرح بها وأثنى عليها مشجعا بكلماته اللطيفة "تبارك الله ما شاء الله، طيب أكمليها بيتا آخر أو اثنين خلينا نسمع جمال حروفك" وهكذا زادت الأبيات لتصبح قصائد يسمعها منها والدها الذي هو مكتشفها الأول حين أعطاها الفرصة لتكتب وتعبر دون قيود أو رفض...في مدينة جدة عروس البحر الأحمر كانت تعيش أسرة محبة للفن وللكلمات الراقية حيث أن الأب من هواة قراءة الشعر ومتذوق ممتاز للقصائد شعرية ونثرية وغيرها من الفنون الأدبية؛ فكان يعقد جلسات مسائية ثقافية بين أفراد عائلته حيث يُلقي كل منهم قصيدة أو بيت شعر يحفظه أو يعبر عما يحب بطريقته حيث المهم هي المشاركة؛ فمنهم من يروي قصة ومنهم من ينظم بيت شعر وآخر يتحدث بفكاهه، وهكذا تمضي الجلسة فيما يكون الوالد علم مواهب أبنائه، والأبناء استمتعوا بجلسة هادئة ممتعة مع والدهم يتعلمون من خلالها عن توجهاتهم وما الذي يميلون إليه من الفنون، والأجمل قضاء وقت عائلي جميل يملأ بيتهم دفء وحب وود. ومن هنا بدأت الفتاة الصغيرة سميرة بكتابة نثرية تُلقيها عليهم ثم جذبتها أبيات الشعر حيث الكلمات القليلة المنمقة ذات القوافي المناسبة والمعنى القوي، فقررت أن تحول النثر إلى شعر، وكتبت بالفعل البيت الأول وقرأته أمام أبيها الذي فرح بها وأثنى عليها مشجعا بكلماته اللطيفة "تبارك الله ما شاء الله، طيب أكمليها بيتا آخر أو اثنين خلينا نسمع جمال حروفك" وهكذا زادت الأبيات لتصبح قصائد يسمعها منها والدها الذي هو مكتشفها الأول حين أعطاها الفرصة لتكتب وتعبر دون قيود أو رفض...في مدينة جدة عروس البحر الأحمر كانت تعيش أسرة محبة للفن وللكلمات الراقية حيث أن الأب من هواة قراءة الشعر ومتذوق ممتاز للقصائد شعرية ونثرية وغيرها من الفنون الأدبية؛ فكان يعقد جلسات مسائية ثقافية بين أفراد عائلته حيث يُلقي كل منهم قصيدة أو بيت شعر يحفظه أو يعبر عما يحب بطريقته حيث المهم هي المشاركة؛ فمنهم من يروي قصة ومنهم من ينظم بيت شعر وآخر يتحدث بفكاهه، وهكذا تمضي الجلسة فيما يكون الوالد علم مواهب أبنائه، والأبناء استمتعوا بجلسة هادئة ممتعة مع والدهم يتعلمون من خلالها عن توجهاتهم وما الذي يميلون إليه من الفنون، والأجمل قضاء وقت عائلي جميل يملأ بيتهم دفء وحب وود. ومن هنا بدأت الفتاة الصغيرة سميرة بكتابة نثرية تُلقيها عليهم ثم جذبتها أبيات الشعر حيث الكلمات القليلة المنمقة ذات القوافي المناسبة والمعنى القوي، فقررت أن تحول النثر إلى شعر، وكتبت بالفعل البيت الأول وقرأته أمام أبيها الذي فرح بها وأثنى عليها مشجعا بكلماته اللطيفة "تبارك الله ما شاء الله، طيب أكمليها بيتا آخر أو اثنين خلينا نسمع جمال حروفك" وهكذا زادت الأبيات لتصبح قصائد يسمعها منها والدها الذي هو مكتشفها الأول حين أعطاها الفرصة لتكتب وتعبر دون قيود أو رفض...
ظلت المحاولات مستمرة حتى وصلت للمرحلة الثانوية حيث كانت المرحلة الجادة؛ فقد تأكدت من حبها للشعر وأنه لغتها التعبيرية فتنظمه بسهولة وتلقيه بعذوبة ولا يعرف أحد سوى أسرتها وأقرب المقربين.
مرت الأيام لتنهي سميرة المرحلة الثانوية وتدرس للجامعة وهي تعرف ما تحب وأين تكمن موهبتها فقد وجدت في الشعر راحتها وتعبيرا جعلها تطير بينما قدماها على الأرض راسخة، تكتب كلمات رغم أنها مجرد حروف إلا أنها تهبها أجنحة؛ فتصبح بفضلها في رحلة بين الحاصل والمجهول في عوالم أخرى باحثة، ومضى الوقت تكتب أبياتها تحتفظ بهم في أوراقها، تعود لهم كلما احتاجت أن تعود لحقيقة نفسها وروحها.
التقت بفارس الأحلام وتزوجت وأصبح لديها أطفال أخذوها من أبياتها الشعرية شغلوها لكن لم يجعلوها تنسى قطع منها خرجت لتمثل جزء لا يتجزأ من روحها وهي تدويناتها الشعرية؛ فكانت في مناسبات معينة تلقي أشعارها بين المعارف والأسرة لتجد من يصفق ويمدح ويشجع وأيضا من يعترض وينتقد غير مصدق أن فتاة تقول شعرا غزليًا جميلاً؛ فيكون سؤال المتشكك
"لمن هذه الكلمات؟"
لكن سميرة لم يضايقها السؤال بل به زادت ثقة؛ فما سأل السائل إلا وكان مهتمًا أو معجبًا بما يسأل عنه، وقد لامس فيه شيئا وهذا جعلها تفرح وتعرف أن ما كتبته مميز فجاوبت بكل ثقة
"لي أنا؛ إنها كلماتي شعري وأبياتي"
ورغم الثقة التي حققها لها القبول الأسري والمعارف القريبين جدا لم تواتيها الشجاعة أن تنشر أول مرة باسمها الحقيقي خشية رأي ونظرة المجتمع في ذاك الوقت؛ ففي بعض المجتمعات وأيضا بعض العائلات لا يتقبلون فكرة إلقاء المرأة للشعر الغزلي على الرغم من وجود شاعرات بالفعل لهن باع في هذا المجال؛ إلا أن كل جديد يحتاج للمثابرة وإثبات الذات ومن الجيد بل والممتاز أن بطلة قصتنا لم تتراجع عن حلمها وموهبتها رغم حيائها ومبادئها في أن تكون قدوة كاملة المعالم لبناتها وطالباتها حيث عملها في مجال التوجيه والأرشاد، والذي جعلها تفكر كثيرا في أن نشر الشعر الغزلي وقراءته من قبل طالبات في مرحلة المراهقة لم تُعرف توجهاتهن بعد، ولم ينضجن عاطفيا لربما كان له الأثر السلبي عليهن، ومع أنه ليس دائما ما تحدث النتائج التي نتوقعها لإن لكل شيء نتائجه السلبية والايجابية إلا أنه قرار يُحترم نابع من حرص وقيم إنسانية عليا وهذه المباديء جعلتها تفكر في سبيل أخر تنشر من خلاله أعمالها ويُمّكنها من التعرف على أرآء الأخرين دون الخوف من الحكم عليها، بل ويعطيها فرصة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يمكن أن تتشكل عند البعض بعد قراءة أعمالها، ولهذه الأسباب خُلقت "سمر البدر " وسمر هو اسم الدلال لبطلتنا بين عائلتها، وبدر أسوة بالشاعر الكبير بدر بن عبدالمحسن والذي تأثرت به وبأشعاره كثيرا.
وهكذا كان "سمر البدر " هو الاسم المستعار الذي اختارته بطلتنا لنفسها لتنشر به أشعارها في مجلة (كل الناس) حيث بها نشرت لها أكثر من قصيدة، يعرف المقربون والمعارف من هي سمر البدر الحقيقية بينما الآخرين لا، وهكذا ظلت تكتب وتنشر لمدة أربعين عاما تحت اسم مستعار، أربعين عاما كان الشعر فيها هو مرساها الذي يحتويها يخفف عنها ضغوط الحياة يأخذها لعالم آمن بعيدا عن ضوضاء المجتمع والتزاماته التي لا تنتهي، تُبدع فيه وتنسى العالم حتى تعود له أقوى.
بعد أربعين عاما من النشر باسم مستعار والإلتزام بموهبتها بحب والبحث المستمر للتطوير من مهاراتها، واكتشاف كل ماهو له علاقة بكتابة الشعر كانت الخطوة التي حلمت بها بطلة قصتنا منذ سنوات، والتي استعدت لها بالبحث والدراسة، وقبل الإفصاح عنها أود أن أضع خطاً أحمر ثقيلاً فوق كلمة قالتها بطلتنا ربما كانت ضمن سياق حكايتها وكانت عادية لها إلا أنها في الواقع ليست كذلك؛ لإنها ركن مهم من أركان النجاح والوصول للهدف وهي
" كنت مستعدة جيدا للمرحلة القادمة"
الاستعداد لكل شيء مهم، البحث والتجربة والدراسة جميعها أساسيات مطلوبة لكي يحقق الإنسان ما يريد؛ لا شيء يتحقق من غفلة وقلة علم وعدم إدراك، في الواقع والحقيقة كل إنسان ناجح له إنجازات هو إنسان مُستعد، مُدرك، يقظ، يعلم هدفه ويراه جيدا ويسعى له بيقين وهذا ما حدث مع بطلتنا؛ فهي قررت أن تنشر أشعارها، أن يكون لها ديوان يتداوله القريب والبعيد، يستمتع به محبي الشعر ويتعلم منه الباحثين عن الحكمة في القوافي الشعرية المنظمة، ولم يكن من المقرر أن يكون من نصيب سمر البدر هذه المرة بل نُشر "ديوان دقات قلب" باسم الشاعرة سميرة الحربي لتعلن في يوم توقيع ديوانها الأول " أنا سمر البدر" .
نحتاج لأراء الآخرين خاصة الخبراء فيما نحب والعالمون في المجال الذي نبدأ فيه ولهم فيه الكثير من الإنجازات؛ فكلماتهم تنير طريق المبتدئين وتشجعهم وتكون هي الأساس لمزيد من الإنجازات والأعمال القوية لذا؛ كانت كلمات الأستاذ الكاتب محمد علي قدس (وهو المستشار الثقافي والإعلامي للنادي الأدبي وأمين السر فيه على مدى ربع قرن، وقد تم اختياره كممثل عن أدباء بلاده للمشاركة في برنامج تجارب الكُتاب المبدعين في جامعة ايوا بالولايات المتحدة في منتصف التسعينات) فكانت كلماته مصدر نور وتشجيع للشاعرة سميرة الحربي في طريقها حيث قال عنها
" موهبة تبشر بالخير ولديها إحساس عالي بالواقع وبالعالم الذي يدور حولنا ولديها القدرة على التعبير والتعامل مع هذا الواقع بأسلوب يميل إلى الرومانسية والخيال"
أسعدتها كثيرا هذه الكلمات وشجعتها لتستمر ومن هنا وبعد العديد من السنوات والإنجازات تقدم الشاعرة سميرة الحربي نصيحة لكل فتاة وإنسان يود أن ينجح في تحقيق أهدافه فقالت :
" علمتني طبيعة عملي الإداري والتجاري وضع هدف ممكن تحقيقه ثم وضع خطة لتحقيق هذا الهدف والوقوف على كل مراحل التنفيذ لضمان نجاح العمل كما أنني وجدت فائدة كبيرة للنوم والاستيقاظ مبكرا وتحري المصداقية في كل عمل أقوم به، وهذا يُحدث فارقًا ايجابيًا في معايشة الحياة وما نقوم به من أعمال، والاستمرار في تغذية الفكر بالقراءة سواء في مجال العمل أو في مجالات أخرى مثل الأدب والثقافة بشكل عام، أما عن الفتيات اللواتي يجدن في أنفسهن الشغف لكتابة الشعر أنصحهن بأن يكثروا من قراءة الشعر وسماعه وأن يحاولن كتابة القصيدة بدون استنساخ لقصائد الغير أو تقليدها ويعملن لتنمية مهاراتهن الذاتية "
وعن سؤال الكثيرين كيف أعرف أنني قادر على كتابة الشعر أخبرتنا الشاعرة سميرة:
" إن كتابة الشعر ملكه لا يتمتع بها الجميع، لكن من يجد نفسه يحاول دائما أن يكتب ويعبر عن مشاعره بكلمات جميلة نثرا كانت أو شعرا عليه أن يستمر وينمي قدراته الذاتية ويكتب بلا توقف"
حققت الشاعرة سميرة الحربي بعض من أهدافها حيث أصدرت ديوان "دقات قلب"، وديوان "قف بالجوار"، وشاركت مع مجموعة من الأدباء في "أقلام نابضة 2 " ، وأصبح الكثيرين مقربين وغيرهم من كل أنحاء العالم يقرأون لها ويعلمون عنها ويرسلون لها رسائل مديح وتعليقات حول أشعارها، حتى طالباتها اللواتي نضجن وفهمن شغف معلمتهن ومرشدتهن أصبحن من معجاباتها فخورين بها وهي تفتخر بهم كثيرا، هي الآن يُطلب منها إلقاء أشعارها في المناسبات، وتُدعى لأمسيات شعرية تدلي فيها من دلوها الممتليء بأجمل القصائد وأرق التعابير مُلبيه نداءات الكثيرين من بني المتذوقين للشعر الطامحين في كلمات تهديهم حياة أفضل وحسا عاليا بما يسمعونه من أبيات شعرية، ويسعدها كثيرا الإقبال على هذا النوع من الشعر الذي تكتبه وتبتهج كثيرا لتركيز الأطفال مع إلقائها، وتفخر بابتسامة المسنين والتفاؤول على وجههم عند سماعها، ويحثها على الاستمرارية تفاعل المستمعين معها بتعليقاتهم التي تشجعها.
وللأهداف بقية، لن تتوقف سميرة عن الحلم وصياغة الهدف والسعي لتحقيقه؛ لذا هي حاليا تسعى لعمل كتاب جديد يضم مجموعة مميزة من الكلمات التي تعطينا قيمة في الحياة كلمات صدرت من خبرتها الكبيرة وقراءاتها المستمرة. كما تأمل أن يكون سعيها ذو نفع أكبر فيكون لها دور في المشهد الثقافي في مدينتها التي تسكن فؤادها وتتغزل بجمالها دائما مدينة جده، وتطمح بإزالة الحواجز بين طبقة المثقفين وبين أفراد المجتمع الآخرين.
وفي نهاية القصة التي لم تنتهِ بل أنها بدأت أود أن أقول أن علينا أن نؤمن أننا جميعا خلقنا لكي نحصل على رسائل توجهنا، وايضا لكي نعطي رسائل توجه الآخرين لمساعدتهم في المضي قدما نحو أيامًا أفضل، وحينما يدرك الإنسان رسالته يصبح محبًا للحياة قادر ليس فقط على عيشها بل مواجهة تحدياتها والفوز فيها بكل راحة وهدوء وسلام ويصبح مثالا يحتذى به وبجدارة . أمنياتي لشاعرتنا الرائعة بتحقيق كل أهدافها وطموحاتها بسعادة وأمل وتوفيق كبير من رب العالمين.
إرسال تعليق