عبدالله عنان
2024/12/29
تعاني الفتيات في اليمن من ظاهرة عدم المساواة بين الجنسين في مجال التعليم، وتُحرم كثير من الفتيات في مناطق مختلفة من البلاد من الالتحاق بالمدارس، بسبب بُعدها عن أماكن سكنهن وخوف أولياء الأمور من تعليم بناتهم في مدارس مختلطة، وعدم وجود مدارس خاصة بالبنات، بالإضافة إلى العادات والتقاليد التي تساهم في حرمان الفتيات من التعليم، كما أن تعليم الفتيات بالنسبة إلى بعض اليمنيين في الأرياف، يعد أمراً ثانوياً وليس أولوية مقارنة
تقول أمة السلام غالب- طالبة في المرحلة الثانوية في مديرية العدين محافظة إب، إن وضع التعليم للفتيات في الريف صعب جداً، ولا تحصل الفتاة على حقها في التعليم إلا بصعوبة، فالبعض من الأهالي يسمحون بتعليم بناتهم المرحلة الابتدائية لكي تتمكن من القراءة والكتابة فقط، والبعض يسمح للفتاة بأن تكمل تعليمها الثانوي.. وتضيف: “الفتيات الريفيات يتحملن المسؤولية في جلب المياه والحطب والقيام بعمل البيت، ولا يُسمح لهن بمواصلة التعليم”.
وتؤكد أن الفتيات في الأرياف يعانين من عدم الحصول على حقوقهن التعليمية، حيث تُجبر الفتاة على الزواج المبكر وترك التعليم في المرحلة الأساسية في حال أتيحت لها فرصة الالتحاق بالمدارس أصلاً، وفقا لما ذكرته لــ” صحيفه صوت الأمل.
فيما ترى الطالبة زينب منصور- خريجة المرحلة الثانوية، أن الكثير من الأهالي أصبحوا يعلمون أهمية تعليم الفتاة، ولديهم الوعي بإلحاق الفتيات في التعليم وضرورة مواصلة تعليمهن.. وتقول: “في قريتنا أصبح الناس متحضرين وواعين بأهمية التعليم للفتاة، ولكن الظروف المادية الصعبة هي التي تجبر الفتاة على التسرب أاو عدم دخول المدرسة، وذلك بسبب الفقر، وخصوصاً الأسر التي لديها أطفال كثيرون ولا تقدر على توفير مستلزمات الدراسة ومصاريفها.
تحكي زينب عن واقع دراستها الجامعية، والتي تتمنى أن تخوضها لتكمل مشوار تعليمها، لكن الوضع المادي والسكن وعدم وجود قريب (مَحْرَم) لها في المدينة، هي التي تعيق مواصلتها للدراسة، وتأمل زينب أن تتمكن من مواصلة دراستها الجامعية، مضيفة أنها إذا ما سنحت لها الظروف ذات يوم، فأنها لن تتردد في الالتحاق بالجامعة وتحقيق حلمها.وحول أهمية التعليم للفتيات، تقول: “التعليم يزيد من ثقة الفتاة بنفسها، ويجعلها تعتمد على نفسها في الحياة، ويزيدها التعليم ثقافةً ووعياً بأمور حياتها وإدارة شؤون حياتها، وتعمل على تعليم أطفالها ومساعدة زوجها في تحمل أعباء الحياة.تعاني الفتيات اليمنيات في الأرياف من صعوبات ومعوقات تحرمهن من التعليم أو الاستمرارية في مواصلة الدراسة، وصولا إلى التعليم الجامعي. تقول مدير إدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية في محافظة إب فائدة الشرفي، إن الاختلاط وعدم وجود مدارس خاصة بالفتيات في المناطق الريفية، بالإضافة إلى بُعد المدارس عن سكن الطالبات وغيرها، تعدُّ من الأسباب الرئيسية التي تحول دون مواصلة الفتيات التعليم في الأرياف أو التسرب من المدارس.
تؤكد لــ صحيفه “صوت الأمل” أن وجود معلمين ذكور في مدارس الأرياف يمثل سبباً آخر في منع الأهالي للفتيات من الالتحاق بالمدارس أو مواصلة التعليم حتى المرحلة الثانوية، خاصة وأن هناك أولياء أمور في الكثير من المناطق الريفية في محافظة إب لا يحبون أن تتلقى بناتهم التعليم على يد مدرسين ذكور، ومثال على ذلك في مديرية الشعر، التي يمنع الآباء بناتهم من التعليم، وخاصة في المرحلة الثانوية، بسبب وجود مدرسين ذكور، ما يجعل الفتيات عرضة للتسرب والحرمان من التعليم.. إضافة إلى أسباب أخرى مثل الفقر الذي تعاني منه الآلاف من الأسر، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمنيون جراء الصراع، وكذا العادات والتقاليد، وتفضيل بعض أولياء الأمور لتدريس الأولاد دون البنات، لاعتقادهم أن الفتاة حتى لو تعلمت فمصيرها هو الزواج والمكوث في البيت.
وتضيف الشرفي: “أن الزواج المبكر أحد المعوقات الأساسية التي تمنع الفتاة من مواصلة تعليمها، وتؤدي إلى تسرب الطالبات من المدارس، نتيجة للعديد من الأسباب الاجتماعية، كالمشاكل الأسرية أو انفصال الوالدين، وانشغال الفتيات بأعمال الحقول والزراعة وجلب الماء ومساعدة الأمهات في أعمال المنزل، إضافة إلى العامل النفسي للفتاة إذا رسبت، حيث يؤدي ذلك إلى ضعف المستوى التعليمي للفتاة، وهذا ربما يكون عائقا عند الأسر، حيث يعتقدون بأن بنتهم ليست حق تعليم، وكذلك العنف الذي تتعرض له الفتيات من قبل الأسرة أو المعلمين أو المدراء...
إرسال تعليق