عمان – عمر أبو الهيجاء
ضمن أمسياته الشهرية التي يقيمها بالتعاون والتشارك مع مختلف المؤسسات الثقافية على مساحة المملكة الأردنية الهاشمية وبحضور مدير بيت الشعر السيد فيصل السرحان وبحضور رئيس "دارة الشعراء" الشاعر تيسير الشماسين وجمهور الشعر الذواق استضاف بيت الشعر - المفرق ثلاثة من شعراء القصيدة العربية الفصيحة في "دارة الشعراء" مساء أمس، حيث أضاء الشعراء الثلاثة قناديلهم في مساءات عمان، في حين تألق مدير الأمسية الناقد الدكتور حسن المجالي بتقديمه لهذه الأمسية الشعرية العالية البناء والمعنى، وأرسل بطاقة محبة وإجلال لإمارة الشارقة وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى راعي الثقافة والمثقفين.
القراءة الأولى استهلها الشاعر زهير أبو شايب الذي قدم مجموعة من قصائده الحديثة المحملة بتساؤلات بعيدة المرمى وعميقة المعنى، ومما نقرأ نختار:
"تَجيئُكَ في المنام
لو عُدتُ من هذي القصيدةِ سالمـًا
سأقولُ للعُشبِ الّذي في الظِلِّ:
خبّئْني كأيِّ فراشةٍ نسيَتْ طريقَ البَيتِ،
خبّئْني لأكتُبَ بالتُرابِ
أصابعي يَبسَتْ،
ورائحتي تُطاردُني كوَحشٍ مَعدنيٍّ باردٍ
سأقولُ للعُشبِ:
استَعرْ جسَدي،
ولا تَحلُمْ بشَيْءٍ غيرِ أخضرَ،
واتْبَع امرأةً تَجيئُكَ في المنامِ
لكي تُطلَّ على حديقتِها الّتي تُؤويكَ
وهْي مُضاءةٌ،
وتَرى لشدّةِ ما تُحدّقُ في ظلامِكَ
أين ضيّعتَ الينابيعَ القديمةَ كلَّها
ها أنتَ تَنظرُ فَوقُ كالأعمى الغريبِ
ولا تَرى شيئًا،
وتَقفزُ عاليًا دومًا لتَسقُطَ عاريًا
في كلِّ هاويةٍ،
ويَسقُطَ منكَ قلبُكَ..
وهْيَ تَنظرُ تَحتُ
نَحوَ فراشةٍ زارَت حديقتَها الصغيرةَ،
تَحتُ،
حيثُ اللهُ أنزلَ في الترابِ كلامَهُ
ورَمى عليهِ صلاتَه وسلامَهُ
لو عُدتُ من هذي القصيدةِ سالمـًا
سأكونُ عُشبًا في حديقتِها
تُعرّيها السَماءُ أمامَهُ.
القراءة الثانية كانت للشاعر حكمت النوايسة الذي أبحر في قصائده المشغولة بالهم الإنساني وتشتبك مع المعطى اليومي.ومما قرأه من قصيدة "المشي باتجاه السبابة".
"كنت امشي معي
نحو سبابتي في الصلاة
ارافقها في التشهد مثل صديق قديم
وها أنذا لا أسير إلى أي شيء سواي
وعيني تنظر في العابرين
وليست ترى اي شيء يدل على العابرين
جوامع فارغة من خطاي
كأني لم امش يوماً هنا
كان الغبار غبار سواي
هنا في المسير إلى اي شيء
ارى في البلاد التي لم تخني
ولن تتردد بجعلي آخر
آخر ينظر في اصبع شاهد
ويقول : اليك يمر بقلب واغنية
لم أصنها من المدح مذ دبج المادحون الكلام
لكي تتكرم ايدي اللئام".
واختتم القراءات الشاعر الدكتور عطا الله الحجايا، الذي على جناح سافر قصيدته ليأخذنا معه بعيدا في رحلة الشعر وجمال القول الشعري، ومما قرأ من قصيدة "التــــيه".
"جـــــاؤا بمــوكبــــــــهم وجــئت وحــــــيدا/فـــردا يغـــالب في المـدار صعـودا/وضربتَ بحرَك كي تشـقَّ طـــــريقــَهم/فغـــدوا علـــــيك بواســـلا واســـودا/لــما نقــبت الصخر تطـــلب فجـــرهـــم/سكبوا علـيــه من الحـــديد سـدودا/فحـمـــلت وزرك فــوق ظـــــهرك عاريا/لامقــــــــــلعا عنــــــها ولا مــوعـــودا/وعبــــرت أرض التيــــه دون رواحــــــــلٍ/ حال الغريب إذا انتهى مطـــرودا/وقطـــــعت تلك البيـــدَ تســألُ ربَّـــــها/أن يجتبيك فـــــقد أطــــــلت قعودا/ووطئت أرضا ليس يحـــــمل مثلُـــــها/ همّـــا كهــــــمّك شاهــــدا مشهـودا/أفــــرغت حــــزنك كي تعــــالج حزنهمإذ قيـــــدوك وما أطـــــقت قيـــودا"
بدورها قناة الشارقة الفضائية كانت في المكان وقام فريقها بعمل التغطية الإعلامية المتلفزة لهذه الأمسية التي تعتبر من الأمسيات البهية الزاهية.
إرسال تعليق