الكاتبة الزهرة جاب الله
قراءة في كتاب.
- جنس الكتاب: رواية
- عنوان الرواية: ستائرنا
- الكاتبة: الروائية حياة قاصدي.
- عدد الصفحات: 280
- حجم الكتابة:16
- نوع الرواية: اجتماعية.
- الطبعة الثانية.
مقدمة:
رواية تسبح في البحر الأبيض المتوسط، وتتحمص تحت أشعة شمس البهجة، وتتنسم نفحات زمان من بيوت العاصمية العتيقة.
فبين أزقة القصبة وكورنيش العاصمة وبيوتها التي تعبق بالعادات والتقاليد والموروث الثقافي الأصيل، ولدت رواية كاتبة المشاعر "حياة قاصدي" هي أقل ما أقول عنها أنها وردة تفتحت في قلب الكتابة لتنثرها كلمات عطرة بعطر ماء الورد والزهر الذي يعطر أزقة القصبة وقت قطاف زهور البرتقال والياسمين.
- تخبرنا الكاتبة أنها لم تفكر في الكاتبة طوال حياتها وأن تكتب رواية وتضع فيها كل تلك المعانات الروحية للمراة، لكن وبقلم شجاع فتحت ستائر مغلقة على مسرعيها، لتروي لنا واحدة من بين آلاف النساء اللواتي يعانين الانفصال الروحي بين الزوجين، وما ينجم عن ذلك من حالات نفسية تنعكس اجتماعيا في حياتهم اليومية...
رواية تكشف بها الكاتبة ستارا طالما، كان غير قابل للكشف، لكن بكتاباتها تقتحم روح المرأة التي تعاني في صمت، تلك البؤرة الغامضة من الحياة الزوجية التي يداري عنها المجتمع لأن الماديات أولى من كل شيء، متجاهلين حاجة الروح لتوأم روحها.
كاتبة المشاعر "حياة قاصدي" تمسك العصى من الوسط مثيرة بذلك بصريح التعبير كل ما تعاني منه المرأة في شخصية ليلى المرأة المعذبة روحيا، لتكشف لنا من خلالها الكثير من الخفايا وما ينجم عنها من أمراض نفسية مستعصية، كالاكتئاب والانهيار العصبي وغيرها.....رواية تنسجها بسلاسة واضح وجيد وبتعبير متكامل جميل ومتناغم حتى النهاية.
مختصر جدا:
ليلى ورفيق زوجان لديهما ابن وابنة، يدرسان في الجامعة، تعيش ليلى حياة باهتة غير مستقرة نفسيا مع زوجها حيث تعاني البعد والتهميش، وعدم التكافئ جعل بينهما هوة كبيرة غير قابلة للردم، وحالة برود عاطفي حاد لدرجة أن أبسط الأشياء تؤدي إلى نزاع بينهما.
تألمت ليلى كثيرا لما تقاسيه من جحود، ولم تصبح قادرة على مواصلة العيش تحت رحمة المعانات، خاصة وأن ابنيها أصبحا كبيرين ويعرفا ما تعاني أمهما.
كانت أم ليلى أم متفهمة جدا لما يحدث لإبنتها وساندتها في اختيار حياتها وما ترغب.
- وتتنقل بنا الكاتبة في فصولها على لسان بطبتها التي تعشق مسقط رأسها حيث جعلتنا نتجول ونحن نقرأ بين أحضان البهجة وجمالها، وتروي عن أصالة المكان وأيام زمان الجميلة.
- وتهرب ليلى إلى موهبتها في الكتابة لتجد مأسا وحب كبير للكتابة فتنغمس فيها لتسبح بعيدا بأحلامها بين حروف كتاباتها. وأصبحت ليلى تفكر بنفسها أكثر، وتعتني بها بعدما اهملتها ونستها وتركتها تتعذب. وهنا تبدأ تتصاعد الحبكة وتتغير حياة ليلى جذريا.....
- كتبت الروائية حياة روايتها زمن الحراك فعرجت بنا نحوه في فصل من فصولها، حيث تدون ذكرى من أيام الجامعة والمظاهرات التي كان يقوم بها الطلبة، وهي في قلب الحراك مشاركة فيه، وتقارن بين أيام الماضي بهذا العصر.
رواية تشكلت من رحم المعاناة، وكتبت بحبر من آلام، تنوعت في سردها لرواية ستائرنا بين اظهار الثقافة الجزائرية، والتقاليد العريقة التي لا تزال تحتفظ بها بعض العائلات العاصمية، وأحداث البلاد الراهنة، وحديث النفس في سرد مكنون الروح.
فلمن يعشق رائحة البحر المتوسط تضع الكاتبة حياة قاصدي رائحته بين دفتي روايتها.
الجزائر
إرسال تعليق