"حين تكشف المواقف معادن النفوس"




الشاعره /سهام فودة 


يا أيها العمرُ

رميتَني بأقدارٍ ما كانت على بالي

حمَّلتَني أعباءً أثقلت أكتافي وأثقالي


في مسرحِ الحياةِ، تتراقصُ الأقنعةُ بلا استحياء

بينَ مَن أخلصَ وصدَقَ، ومَن خانَ بالعناء


لا تغترَّ بحلاوةِ اللسانِ، فهي سرابٌ زائلُ

الأفعالُ مرآةُ النفوسِ، لا كذبَ فيها أو تداخلُ


المواقفُ هي الحكمُ بين الأصيلِ والزائفِ

فلا تخشى فراقًا، بل إخشى عشقَ التالفِ


الفراقُ قدرٌ لا نملكُ ردَّه إن جاء

لكنَّ هوانَ العِشرةِ اختيارٌ قاسٍ بلا عزاء


من هانت عليه العِشرةُ، لم يكن فيك يومًا مستجيرُ

أما الأصيلُ، ففي شدائدِكَ يجودُ، ولا يجورُ


الأصيلُ شُكرُه إن أخذ، وسترهُ إن رأى

حتى في خصامهِ، نبيلٌ، في النقاءِ سما


مهما حاولَ الإنسانُ إخفاءَ الطبعِ فهو غلابُ

المواقفُ وحدها ترفعُ من يشاءُ أو تسلبُ الألقابُ


عاشرِ الأصيلَ، ففي الأزماتِ ترى الفرقَ جليًّا

لا تُخطئ المواقفُ حين تكشفُ الذهبَ نقيًّا.

Post a Comment

أحدث أقدم