ما بعد المنتصف

 


 الشاعر صهيب المياحي

يا صاحبي،

أنا المتهم في عتمةٍ لا تعرف العدالة،

جريمتي؟

أنني وقفتُ أمام الريح وقلتُ: "كفى"،

أنني أردتُ أن أكون حرًا،

أن أتنفسَ هواءً لا تخنقه سياط الطغاة.

الحرية...

ذنبنا الأزلي،

ذاك الوشم الذي نحمله على أرواحنا،

فنُصلب من أجله مرارًا.


نُقتل عبثًا، كأننا أوراق تساقطت من أشجارٍ مجهولة،

دماؤنا تسيل على عتبات المنازل،

تصبغ الأرصفة بحكاياتٍ لا تُقرأ،

والسماء...

شاهدٌ أخرس على مذبحةٍ لا تنتهي.

نُذبح لأننا اخترنا الوقوف،

لأننا نظرنا في وجه الجلاد وصرخنا،

لأننا أردنا أن نحيا كأحرارٍ لا كظلال.


عبثًا نسقط،

عبثًا تُسحق أرواحنا،

بينما القتلة يمرّون بيننا كآلهة من رماد،

وجوههم باردة،

عيونهم تلتهم الفجر الذي لم يولد بعد.


يا صاحبي،

الحرية ليست عطيةً تُوهب،

إنها لعنةٌ نتنفسها،

هي جحيمنا الجميل الذي نحترق فيه.

نحن متهمون بحب الشمس،

في عالمٍ يعشق الظلال،

متهمون بأننا أردنا أن نكون أكثر من أشباح،

فصارت أرواحنا رمادًا

يحمله الريح إلى ما وراء العدم.




Post a Comment

أحدث أقدم