شتاؤُنا بين الماضي..والحاضر



 الكاتبة منال أبولاوي

كم كان الشتاءُ دافئًا بجمالِ ملامحِهِ....بتفاصيلِهِ..

وكم اشرأبَّتْ أعناقُنا في انتظارِه ...

نعم..في الماضي ..

 كوبُ الشايِ السّاخن...والخبزُ المُحَمّصُ بلسعةِ النارِ مِن الموقد....

كُنّا نُنادي بعضَنا بعضًا عندَ لمْحِ طيفِ كلِّ غيمةٍ مُقبِلةٍ نراها ...ننتظرُ المطرَ ...وننتظرُ العواصفَ...

أمَّا الثلوج...فحدِّثْ ولا حرَج...كانتْ الأعراسُ الحقيقيّةُ تموجُ في البلاد....

وضحكاتُ الأطفال تصدَحُ ..لتملأَ المكانَ....

نعتذرُ يا شتاءَنا....

فلمْ يعُد لجمالِكَ مكانٌ بيننا...

قد صرْتَ اليوم سببًا في آلامنا...

نتألّمُ لمجيئِك....

ونحزَنُ إنْ علِمْنا بقدومِ أمطارِكَ ...وحتى ثلوجِك....

قد صرْتَ اليوم.....رمزًا للبؤسِ والتّشرِّدِ ...

هل تعلَم ؟

ستكونُ يومًا ما ...بطلًا بحُضورِكَ في القصائد.....

سبباً لنهضةِ قرائحِ الشعراء...

بالشعر الحزين ....

ورثاءِ الصغار ممّنْ فقدوا أرواحهُم بمجيئِك...

لا تحزنْ ....

فأنا متأكّدة ...من كوْنِكَ مظلومٌ كغيرِك....

لا لوْمَ عليكَ يا صديقي....

لا تُبالي.....

لا تحزن.....

                                     

Post a Comment

أحدث أقدم