شيفرة الإلهام

 


صهيب المياحي 


أنا لو صَلَّبْتُكِ في عُيونِ قَصيدَتي،

لاختَنَقَ الضَّوءُ في مَآقِيها،

وانفَجَرَتْ نُجومُ المَعاني في فَضاءِ الوَرَق،

كيفَ للدُّموعِ أن تَسقُطَ حينَ يَبتلِعُها اللَّهيب؟

وكيفَ للألَمِ أن يَهدَأَ حينَ يُسَطَّرُ على عَرشِ الصَّمت؟


أنتِ لستِ قَصيدَةً تُكتَب،

أنتِ زِلزالٌ يَهدُّ مَدائِنَ الكَلام،

شِريانٌ يَتدفَّقُ بالحِبرِ حتَّى آخِرِ العُمر،

وصَليبٌ يَحمِلُني إلى القِيامةِ كُلَّ لَيلة.


إنَّكِ الوَعدُ الذي لا يَكتَمِل،

والغَيبُ الذي يُغرِقُني في يَقينِ الحَيرة،

كُلَّما حاوَلْتُ فَكَّ شيفرَتِكِ،

تَبَدَّدتُ أنا في مَعبَدِكِ،

وعُدتُ طِفلٌ يَجهَلُ أَبجَدِيّاتِ السِّحر.

Post a Comment

أحدث أقدم