الكاتبة نجاة العبودي
أحكي ياشهرزاد.. .. أمنحني الأمانَ سيدي.. أشار بيده.ِ بالقبولـِ ممازحًا.. يحكى أيْها السيدُ الجليل في الزمنِ البعيد وفي ليلٍ شتائيٍ ممطر كانت هناك امرأةُ على أعتابِ الستين ، رقصَ الزمن على جبينها رقصةَ مقاتلٍ في أحضانِ معركةٍ طاحنة، وسطوعِ مرايا الشيبِ، تغرقُ العيون الحيرى ،تتكأ على جذع نخلةٍ نخرتهُ السوسَ مبكرا. شدها هطولُ المطر أقتربتْ من النافذة ،ضجيجُ ذكرياتهِ يغزو الذاكرة، يؤرقُ الجفونَ الناعسة،يُنعشُ فيافي الروحَ المقفرة، وإذا بها تلمحُ شبحهُ يشقُ رذاذ المطر، يجلسُ تحتَ الشجر،.يدنو منها تغوصُ أصابعها في كهفِ يديهِ الدافئة، يغرقُ لهفتها الثكلى كلماتِ غزلٍ وأشتياق. تطيرُ فراشةًحالمة ،ترفرفُ بجناحيها نشوى ،تداعبُ الأحتراق، ترتمي في حضنِ النار. .تتصاعدُ طرقاتُها على النافذة.ويعلو صوتَ توسلاتٍ عاشقة ، . أحضاني تُناديكَ عشقا ،رغمَ كُل النواهي، رغمَ الأمالِ الضائعة، رغمَ المسافاتِ الجاحدة أسعى اليك. لكنه يصلُ ميتا يخنقهُ زُجاج النافذة . وأذا بطفلةٍ صغيرةٍ تشدها من ردائها ماذا بكِ جدتي لقد أدميتي يدكِ فلا شيء هناكَ سوى المطر....؟؟
إرسال تعليق