هَلْ تَسْهُلُ التِّكْنُولُوجِيَا التَّعَلُّمَ أَمْ تُصَعِّبُهُ؟

 


 بقلم محمد صافية

تَتَسَاءَلُ الدِّرَاسَاتُ الحَدِيثَةُ: هَلْ أَدَّتِ التِّكْنُولُوجِيَا إِلَى تَحْسِينِ التَّعْلِيمِ أَمْ زَادَتْهُ تَعْقِيدًا؟

فِي السَّابِقِ، كَانَ التَّعْلِيمُ يَعْتَمِدُ عَلَى الوَسَائِلِ التَّقْلِيدِيَّةِ، مِثْلَ السَّبُّورَةِ وَالكِتَابَةِ، أَمَّا اليَوْمَ فَقَدْ أَصْبَحَتِ التِّكْنُولُوجِيَا وَسِيلَةً لِتَسْهِيلِ الوُصُولِ لِلْمَعْلُومَاتِ, غَيْرَ أَنَّ الإِفْرَاطَ فِي الاِعْتِمَادِ عَلَيْهَا يُضَافِرُ الضُّغُوطَ النَّفْسِيَّةَ لَدَى الطُّلَّابِ.

وَفِي سِيَاقٍ مُمَاثِلٍ، تَنْصَحُ التَّوْجِيهَاتُ بِالتَّخْطِيطِ لِلدِّرَاسَةِ، فَالتَّنْظِيمُ وَتَخْصِيصُ وَقْتٍ لِكُلِّ مَادَّةٍ يُسَاعِدُ فِي تَجَنُّبِ التَّرَاكُمِ الدِّرَاسِيِّ, كَمَا يُنْصَحُ بِتَجْرِبَةِ طُرُقٍ لِتَثْبِيتِ المَعْلُومَاتِ, يُسَاعِدُ كُلُّ هَذَا الطَّالِبَ عَلَى النَّجَاحِ وَتَجَاوُزِ التَّحَدِّيَاتِ الَّتِي قَدْ يُوَاجِهُهَا فِي الرِّحْلَةِ التَّعْلِيمِيَّةِ.

وَمِنْ هُنَا، يَكُونُ لِلتَّعْلِيمِ بَيْنَ المَاضِي وَالحَاضِرِ دَوْرٌ مِحْوَرِيٌّ فِي تَشْكِيلِ عَلاَقَةِ الطَّالِبِ مَعَ العِلْمِ وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِ، بَيْنَمَا تُحَاوِلُ التِّكْنُولُوجِيَا اليَوْمَ أَنْ تَجْعَلَ هَذِهِ العَلَاقَةَ أَكْثَرَ تَفَاعُلًا وَأَقْرَبَ لِلعَقْلِ وَالحَاجَاتِ الجَدِيدَةِ.

وَخِتَامًا، يَجِبُ أَنْ يُدْرِكَ الطُّلَّابُ أَنَّ التَّعْلِيمَ لَا يَتَوَقَّفُ عِنْدَ حُدُودِ النُّظُمِ وَالأَدَوَاتِ، بَلْ يُبْنَى عَلَى الشَّغَفِ وَالفَهْمِ وَالقُدْرَةِ عَلَى التَّحَكُّمِ فِي الوَقْتِ وَالتَّنَظِيمِ, مَهْمَا تَغَيَّرَتِ الأَسَالِيبُ، يَبْقَى أَصْلُ التَّعْلِيمِ قَائِمًا عَلَى إِقْبَالِ الطَّالِبِ، وَحِرْصِهِ عَلَى النُّموِّ الشَّخْصِيِّ وَالأَكَادِيمِيِّ، وَكَيْفِيَّةِ تَجَاوُزِ كُلِّ الحَوَاجِزِ النَّفْسِيَّةِ وَالعَقْبَاتِ الَّتِي تُوَاجِهُهُ.



Post a Comment

أحدث أقدم