الموقد



الكاتبة نجاة العبودي

جلست قرب الموقدِ تعبثُ بكراتِ الجمرِ ،مع الرمادِ .وهي تتمتمْ هنا  دفنتُ ُُكُلَ الأمنيات  ، سأطلق العِنانَ لحروفي المبعثرةَ، تُدميكَ بحبرِ لساني ، سأهْجُرْ كُلَ الأحلامِ الكاذبة، والشهقاتِ المخادعة ، وأوقضُ كوابيسَ الوحدة  تسبحُ في بحرِ الظُلمة.ماعادتْ أشواقي ترتجفُ خوفًامن أمواجِ الدمعِ  تُغرقُني ،صمتٌُ عنيدًُ يُداهمني ، يُهرولُ بي خلفَ فضاءاتِ الغربة يسلبُ أبتسامةً يتمةً أنفرجتْ من ثغريِ، حين مرتْ ذكراكَ بقربي ،ماعادَ همسُكُ الدافىءُ يطربني   ، ولابتُ أرتشفً من ثغركَ عطرَ  أشواقي ، ولاعادَ طيفُكَ يغزو جفوني ، يعاند النعاس المستبدْ  ليلُقي بي في عرزالِ كفكَ غافيةً من غير دثارِ . أبعدْ أناملكَ عني، وعن شعري، وعن وجنتيٌ، وتقاسيمي. رميتُ كُلَ شيءٍ يعودُ لكْ أزهاري، عطوري، وأجملَ فساتيني.تلتهمها كراتُ الجمر، ترقصُ بأقدامها منتشيتًا   لحواءِ الأمسِ تثأر. ويتناثر الرمادُ ويسبحُ الدخانُ في الفضاءِ مودعًا  أكاذيبَ عاشقٍ في أصولِ العشقِ يجهلْ .نفضتْ يديها من رمادِ الموقد مرددةً الأن أحرقتُ كل الذكرياتِ  العغنة  ،الأن اقتصصتُ لكرامتي، لأنوثتي،  الأن لفضتْ رئتايَ  زفراتكُ الزائفةَ من أحشائي. بزهوِ منتصرةً أُعلنْ  ولادةَ حواءٍ جديدة..

Post a Comment

أحدث أقدم