الابتزاز الإلكتروني خطراً متصل يهدد مجتمعنا

 



بقلم: مالك دبوان الشرعبي


في ردهات العالم الرقمي، حيث تتراقص البيانات وتتلاقى الأفكار، يكمن شبحٌ يتربص بأمننا الابتزاز الإلكتروني. لم يعد هذا الخطر حبيس فئة أو شريحة، بل بات وباءً صامتًا يهدد استقرار مجتمعاتنا، مُستغلًا سهولة الوصول إلى المعلومات وقدرة الإنترنت الفائقة على الانتشار،

من بين ثنايا الواقع الافتراضي، ينشأ الابتزاز الإلكتروني كصدى لتخلفٍ فكري وخواءٍ أخلاقي. خلف أسوار الشاشات، يكمن قراصنة النفوس، يتربصون بضحاياهم، يغزلون شباكهم من خيوط المعلومات الحساسة، ثم يطلقون سهام التهديد، غير عابئين بما يخلفونه من جراحٍ غائرة وندوبٍ لا تلتئم،تتعدد وجوه الابتزاز، لكن جوهره واحد استغلال الضعف وابتزاز الكرامة. تتجلى هذه الجريمة في صور بشعة، كالابتزاز الجنسي الذي يستهدف العفة والطهر، والابتزاز المالي الذي ينهش الأرزاق ويدمر الأحلام، والابتزاز السمعي الذي يشوه الحقائق ويقتل الطموح،

تتغذى هذه الظاهرة على عدة عوامل، أبرزها: سهولة امتلاك الأجهزة الذكية، وسرعة انتشار المعلومات، وضعف الرقابة، وتجاهل التحذيرات،

لكن، هل نستسلم لهذا الشبح؟ كلا! فبإمكاننا أن نصنع دروعًا واقية ونبني حصونًا منيعة. تبدأ رحلة المواجهة بالتوعية المجتمعية، بنشر المعرفة حول مخاطر الابتزاز وسبل الوقاية منه. ثم يأتي دور التقنية، بتطوير برامج حماية قادرة على صد الهجمات الإلكترونية. ولا ننسى قوة القانون، بسن تشريعات رادعة تحمي الضحايا وتُجرم المبتزين


الابتزاز الإلكتروني ليس قدرًا محتومًا، بل هو تحدٍ يمكننا تجاوزه بالوعي والعزيمة والعمل المشترك. لنحمِ أنفسنا ومجتمعاتنا من هذا الخطر الخفي، ولنجعل من العالم الرقمي فضاءً آمنًا يسوده الاحترام والأمان.

Post a Comment

أحدث أقدم