بقلم : د. مجدولين منصور
حين ينتابنا شعور بالأذى الشديد والعصبية المبالغ بها نصل الى أعلى مراحل فقدان السيطرة على الذات، على انفسنا، على حواسنا، على جوارحنا، وعلى سلوكياتنا.
واطفالنا كذلك قد يصل بهم الحال الى التعبير عن الغضب الشديد والاستياء من شيء ما بالالفاظ النابية الضرب والسب والشتم وصولا الى التكسير جميع ما قلته أنفاً هو انعكاس طبيعي للغضب فمن الطبيعي حين نغضب نسب نشتم نصرخ بالصوت، لكن التكسير من وجهة نظري المتواضعة هو تعبير عنجهي ممنهج وليس له علاقة بالتعبير عن الاستياء من شيء ما .
لماذا نكسر حين الغضب؟ في بعض الاحيان قد تكون عادة لدينا منذ صغرنا كنا قد اعتدنا عليها ، حتى اصبحنا كبار ، والاطفال لم يولدوا هكذا . الطفل الذي يكسر حينما يغضب لسبب ما لا بد انه رأى احد من افراد اسرته قام بهذا السلوك امامه فاكتسبة.
مثلا: الأب حينما يعصب على أحد من أولاده قام برمي الكرسي وكسره .
الأبن : حينما يعصب يتصرف بنفس الطريقة .
اذن الموضوع تقليد وليس جينات، العصبية جينات، طريقة التعبيرعنها سلوك مكتسب قد يزيد او ينقص بحسب طرق التعامل معه .
طرق العلاج ، حينما يصل أحد من أولادنا الى هذه الحالة أولاً: القيام بالنهي وبشكل علني عن هذا التصرف واتباع جميع سبل الاقناع الممكنة، مثلاً: يمكنك القول لابنك انه مهما كسر لن يأخذ ما يريد ، طبعاً مع الاصرار على ذلك ، ثانياً: مضاعفة العقاب على مبدأ التصحيح الزائد كلما زادت عملية التكسير كلما زادت العقوبة، ثالثاً: النهج العاطفي الاقتراب من الابن احتضانه واحتوائه اظهار العاطفة والمحبة له اثناء قيامه بهذا التصرف مثلاً: بامكانك ان تقول له حبيبي ابني هل من الممكن ان تهدأ قليلاً؟ اي مقابلة السلوك بعكسه . رابعاً :الاهمال والتجاهل وقد يكون ذلك بترك الطفل هكذا مع الاستمرار بمراقبته حتى لا يؤذي نفسه ، خامساً: التحدث مع الابن واقناعه بأن هذا التصرف غير مقبول وغير مرغوب وكلما سلك بهذا الشكل لن يحصل على ما يريده واذا قابل هذا السلوك بعكسة يحصل على التعزيز المناسب .
اخيرا عزيزي القاريء التكسير ظاهرة سيئة جداً واذا لم نعالجها عند الاطفال بالصغر سوف نكون السبب في نشوء جيل عنيف لا يعبر الا بالضرب لتصبح بذلك ظاهرة مجتمعية خطيرة تضر أهل البيت أولا ثم تنعكس على المجتمعات كافة .
إرسال تعليق