الخط المسند بصمة يمنية خالدة على جبين التاريخ

 


 بقلم/مالك دبوان الشرعبي 


الخط المسند اسمً  يتردد صداه عبر القرون هو أكثر من مجرد حروف منقوشة على الحجر، إنه سجل حافل بحكايات ملوك، وصلوات كهنة وهمسات عشاق، وعهود تجار... إنه ذاكرة حضارات اليمن القديم المسطرة بلغة خالدة

تخيلوا، حروفًا هندسية دقيقة، تتمايل برشاقة على جدر

 المعابد والقصور، تحكي عن مملكة سبأ، أرض بلقيس وكنوزها، وعن حضرموت، مهد البخور واللبان، وعن قتبان ومعين قوتين تجاريتين نافستا الفرس والروم. هذه الحروف التي خطها الأجداد بأيديهم، تُعيدنا بالزمن إلى الوراء، تمكننا من سماع أصواتهم، وفهم أفكارهم، ورؤية عالمهم.المسند، ليس مجرد خط بل هو مرآة تعكس عظمة حضار،

وشاهد على إبداع إنسان. إنه كنز يجب أن نحافظ عليه، وأن ندرسه ونتعلمه، ليبقى رابطا بيننا وبين جذورنا، ومصدر إلهام لأجيالنا القادمة. فلنستلهم من المسند، روح العزيمة والإبداع ولنجعل من تراثنا نبراسًا يُضيء طريقنا نحو مستقبل أفضل


يُعد الخط المسند، أو خط المسند، من أبرز الشواهد على حضارة اليمن القديم، فهو نظام كتابة أبجدي كان سائداً في جنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام. لم يكن مجرد وسيلة لتدوين النصوص، بل كان رمزاً للهوية الثقافية والسياسية للممالك اليمنية القديمة، ويحمل في طياته كنوزاً من المعلومات حول تاريخهم ومعتقداتهم ونظامهم الاجتماعي.


نشأة وتطور الخط المسند:

يعود أصل الخط المسند إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث تطور من الكتابات السامية الجنوبية القديمة. وتختلف الآراء حول أصوله الدقيقة ولكن يرجح أنه تطور في جنوب الجزيرة العربية ربما في محيط مملكة سبأ، ثم انتشر إلى الممالك الأخرى مثل حضرموت وقتبان ومعين وأوسان.

تميز الخط المسند بكونه أبجدياً بحتاً، أي أنه يعتمد على تمثيل الأصوات بحروف منفصلة. يتكون من 29 حرفاً ثابتاً، وتختلف أشكال الحروف قليلاً بين الممالك المختلفة، مما يعكس التنوع الثقافي والسياسي لتلك الحقبة.


أهمية الخط المسند:

توثيق التاريخ: لعب الخط المسند دوراً حاسماً في توثيق تاريخ الممالك اليمنية القديمة. فقد تم العثور على آلاف النقوش المكتوبة بالمسند تتناول مواضيع متنوعة مثل المعاهدات والقرارات الملكية والقوانين والأوامر الدينية وأخبار الحروب والانتصارات.


فهم الثقافة والمعتقدات تساعدنا النقوش المكتوبة بالمسند على فهم جوانب مختلفة من الثقافة اليمنية القديمة، مثل معتقداتهم الدينية وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم. كما تكشف عن نظامهم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

شاهد على التواصل الحضاري: يشير وجود نقوش بالمسند في مناطق خارج جنوب الجزيرة العربية إلى وجود علاقات تجارية وثقافية بين الممالك اليمنية القديمة والحضارات الأخرى في المنطقة.


في الختام : يُعتبر الخط المسند اليوم رمزاً للفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية اليمنية القديمة  ويجب ان نبذل جهود كبيرة للحفاظ عليه وتعليمه للأجيال الجديدة.

Post a Comment

أحدث أقدم