زمن اللصوص

 



د/عبدالله عنان 



الزمن ذاك اللص المتقن، يسرق نبضات قلوبنا ويبعثرها على أرصفة الذكرى، يمرّ كعابر سبيلٍ لا يلتفت، لكنه يترك فينا آثار خطواته كجروحٍ لا تندمل..

أما قلمي، فقد حاول أن يقاوم، أن يكون حصنًا ضد عبثه لكنه ما لبث أن انحنى تحت وطأة الأيام...

كل حرف خطّه صار ظلًّا لذكرى، كل سطرٍ بات مرآةً لحلمٍ خذلته المسافات...

لم يعبث الزمن بقلمي وحسب، بل صهره، جعله يكتب بمداد الحنين،صرخ بصمت يروي حكايات لم تنته بعد، لكنه لم يسلبه القدرة على الكتابة..

بل جعله أكثر صدقًا..

أكثر نزفًا..

وأكثر خلودًا

...حينما بدأت في رحلة من الضجر، شعرة بجنون الوحدة، تود أن تتحدث، ولا تريد الكلام، تود رؤية الناس، ولا تود سماعهم، تود النجاح، ويعجبك الفراش، حقا غرابة النفس... فلا تعلم ماذا تكسب في غدها، ولا تجد المتعة في ما يتوجب عليها، بل تقرب التسويف، وتكره الكسل... بل تتمنى النجاح، ولا تجيد العمل، تناقد غريب، ولكن أي شعور سيطغى على طبعك فتعمل به؟ وتجاهد الآخر. ففي كل نفس منا الشيء ونقيده، لذلك نحن أعداء أنفسنا. فإما أن نكون ناجحين، وإلا كسولين و معدومين ...

Post a Comment

أحدث أقدم