غُبارُ الحنين

 


 الكاتبة سهام فودة 


أقفُ بعيدًا عني.. كأني غريبَةُ هذا الزمانْ،

أُقلّبُ دفاتريَ المُعتّقةَ بالوجَعِ، وأُعاتبُ ما كانْ،

يسكُنُني عنكبوتُ الحنينِ، يَنسِجُ في القلبِ شِباكَ الأماني،

فألومُ الوقتَ، وأرثي الحظَّ، وأُعاتبُ دربَ التمنّي.


كم طَرقْتُ أبوابًا ظننتُ بها مُبتَغاي،

فإذا بالمَدى سرابٌ، وبالنهايةِ حُزنٌ جفاهُ رجاي،

كلُّ طريقٍ سِرتُهُ خَذَلَني، كأنَّ الدروبَ لا تعرفُ مَن أكونْ،

لا الرحلةُ رِحلتي، ولا القطارُ يُناديني باسمي بين الركبِ المسكونْ.


غبارُ السنينِ يكسوني، ويُثقِلُ صوتي صدى مُنطفِي،

وكأنّي ظلٌّ لشخصي، تخلّى عني ومضى يختفي،

تُنازِعني الأرضُ بين حدودٍ، ولا سماءٌ تظَلّلُ روحي،

كلُّ شيءٍ هنا غريبٌ، كأنّهُ ليسَ لي.. ليسَ لبوحي.


فأينَ أنا مِن زماني؟ وأينَ ملامِحُ وجهي القديم؟

وهل ظلَّ في العمرِ صَوتٌ لنبضي.. أم استوطنَ القلبَ صَمتٌ أليم؟

Post a Comment

أحدث أقدم