بقلم د. مجدولين منصور
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يقدم لنا حلولًا مبتكرة ويجعل العديد من المهام أكثر سهولة وسرعة. من خلال أدوات مثل "شات جي بي تي" والمساعدين الافتراضيين، أصبحنا نلجأ إليه ليساعدنا في إنجاز أعمالنا، ويقدم لنا اقتراحات لحل المشكلات، بل وحتى ليصبح صديقًا نفضفض له عن همومنا. الذكاء الاصطناعي موجود دائمًا، ولا يبخل علينا بأي شيء نطلبه، فهو قادر على أن يكون ما نريده بالضبط: مساعدًا، مستشارًا، أو حتى صديقًا.
لكن هل نحن من نسيطر عليه، أم هو من يفرض سيطرته علينا؟ على الرغم من كل الفوائد التي يقدمها، من تسهيل حياتنا ومساعدتنا في اتخاذ القرارات، إلا أن هناك جانبًا مظلمًا قد لا ننتبه إليه. فمع الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، قد يصبح عقلنا أكثر كسلًا، ونفقد تدريجيًا قدرتنا على التفكير النقدي والإبداعي. نجد أنفسنا نعتمد عليه في كل صغيرة وكبيرة، مما يجعلنا أكثر اتكالية وأقل استقلالية.
هنا يكمن الخطر الحقيقي. أنا لست ضد استخدام الذكاء الاصطناعي، بل على العكس، أرى فيه أداة قوية يمكن أن تغير حياتنا للأفضل. لكن المفتاح هو كيفية استخدامنا له. يجب أن نتعامل معه كمساعد ومعين، وليس كبديل عن تفكيرنا وقدراتنا. علينا أن نضع حدودًا واضحة لاستخدامه، فلا نسمح له بأن يتجاوز دوره كأداة مساندة. كن أنت المفكر والمخطط، واجعله هو المنفذ لرؤيتك وأفكارك.
في النهاية، الذكاء الاصطناعي هو نتاج إبداع العقل البشري، ولا يجب أن نسمح له بأن يصبح سيدًا لنا. بل يجب أن نستخدمه بحكمة، بحيث يظل تحت سيطرتنا، ولا يتحول إلى سبب لتجميد عقولنا. فلنحافظ على توازننا بين الاستفادة من إمكانياته والحفاظ على استقلاليتنا الفكرية ، سنضمن أن نبقى سادة التكنولوجيا، وليس عبيدًا لها.
لنتذكر دائمًا أن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغت درجة تطوره، يظل أداة من صنع البشر. قيمتنا الحقيقية تكمن في إنسانيتنا، في قدراتنا على الإبداع، التفكير النقدي، والتواصل العاطفي. فلنستخدم التكنولوجيا لتعزيز هذه القيم، وليس لإضعافها.
إرسال تعليق