المفرق – عمر أبو الهيجاء
نظم "بيت الشعر" بمدينة المفرق الأردنية أمسية شعرية للشاعرين: أدهم يحيى النمريني وإبراهيم الحسبان، وأدار مفردات الأمسية الشاعر عاقل الخوالدة، بحضور مدير البيت السيد فيصل السرحان، ووسط حضور من المثقفين والمهتمين.
الخوالدة أشاد بمبادرة فتح بيوت للشعر في الوطن العربي التي أطلقها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وكان أول بيت تم افتتاحه في مدينة المفرق، حيث دأب البيت على أمسياته الأسبوعية باستضافة العديد من الشعراء الأردنيين والعرب، هذا إلى جانب مهرجانه الشعري السنوي وملتقاه النقدي وملتقى شعر الأطفال.
القراءة الأولى استهلها الشاعر أدهم يحيى النمريني ، حوراني المنشأ والهوى، نشأ وترعرع في أسرة ريفية في بلدة (تسيل) التابعة لمحافظة درعا، كتب في أغراض شعرية عديدة أهمها الشعر الوطني والوجداني كالشوق والحنين والغزل، لديه ثلاث مجموعات شعرية غير منشورة هي: (أنين القوافي، جراح الغربة، وبقايا شاعر).
ومما قرأ في الأمسية قصيدة: "وقفةٌ على الأطلال" يقول فيها:
"وَدِّعْ فؤادَكَ ، أهلُ العشقِ قد رَحَلوا
بَقَيْتَ وحدَكَ لا عشقٌ ولا غَزَلِ
صَعَدْتَ بالعشقِ في أَبْهى مَــــآذنهِ
لَمّا الأحبّةُ من مِحرابهِ نَزَلوا
أسْقَيْتَهُمْ من شَذا الإحساسِ أَطيبهُ
وفي فؤادِكَ صَبَّتْ دَمْعَها المُقَلُ
عَزَفْتَ في عِشْقِهِمْ لَحنـًا لِأُغْنيةٍ
ظَلَّتْ تُرَدِّدُها فــي صَدرِكَ العلَلُ
لَمّا نَسَجْتَ رِداءَ الحُبِّ من شَغَفٍ
جادوا بمغزَلِهمْ،، ثَوبَ الأسى غَزَلوا
لَبستَ ثَوْبَكَ والأوجــــاعُ تُثْقِلُهُ
كأنَّ ثَوبَكَ للأوجــــاعِ مُعْتَقَلُ
تَلوذُ بالليلِ ، لكنْ كيفَ تَأْمَنُهُ؟
فالليلُ ياصاحِ سجنٌ صَمْتُهُ الوَجَلُ
لو كانَ يشفِقُ في صَمْتٍ لِتُسْمِعَهُ
فأنتَ في قَبْضَةِ السّجــانِ تَشْتَعِلُ
ماذا ستكتبُ ؟ فالأشعـــــارُ باكيةٌ
وأَمْطَرَتْ من عيونِ الخافقِ الجُمَلُ
أَتضحكُ الآنَ أم تُبكيكَ أسئلةٌ
لم تلقَ أجوبةً مُذْ ليلةٍ سَألوا ؟
هُمْ فَتَّشوا قلبَكَ الملتــاعَ من زمنٍ
وفي مَرايـــاهُ بانوا حينمــا نَزَلوا
قد كانَ يُسْعِدُهُمْ رَدٌّ لأسئلَةٍ
فالصّمتُ يوحي لهم أنَّ الحَشا نُزُلُ
ها هُمْ فقد رحلوا ، ليلًا ويذكرُهُمْ
قلبٌ ومحبرةٌ والشّــــاهدُ الطَّلَلُ
قِفْ في الطُّلولِ ففيها من رَوائِحِهمْ
تَنَفَّسِ الشّوقَ ، عَلَّ الجرحَ يَندَمِلُ
أَغْمِضْ عيونَكَ إنْ ساءلْتَها نَطَقَتْ
آثارُهُمْ ، وَرَوَتْ ذِكراهُمُ المُقَلُ
وَابْكِ الهوى ما جَرى حبرٌ على ورقٍ
وَضَمِّدِ الجرحَ إنْ ضاقَتْ بكَ السُّبُلُ".
القراءة كانت للشاعرإبراهيم احمد الحسبان، بكالوريوس وماجستير في الرياضات، يكتب الشعر الفصيح العمودي والشعر الحر، شارك في الكثير من الأمسيات الشعرية، و ألقى قصيدة بين يدي جلالة الملك عبد الله بن الحسين أثناء زيارته للمفرق بتاريخ 16 / 4 /2024 م ، حائز على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي قدمتها مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردني بمناسبة مرور أربعين عاماً على معركة الكرامة عن قصيدة بعنوان (ترويدة النصر)، صدر له ديوان شعري بعنوان (عزفٌ على الرمال) و لديه عدة مخطوطات جاهزة للنشر.
ومما قر نختار قصيدة "عمان" النب بقول فيها:
"جــدلت شـعري لهــا تاجاً واكـليلا
على الجبيـن وما أحلاه مجـدولا
فأصدق الشــعر أن تمنحـه شـوقك أو
تبقيه مع نســمات الشــوق محمـولا
كان المســاء جميــلاً في شــوارعها
وكان رجع الصــدى همســاً وترتيـلا
وكنت أمشــي على جرحـي ويؤلمني
جرح يحـاول أن يدمي العـراقيــلا
أزورهـا بــدويـاً مـلّ غربتـه
وعاشــقاً ما ارتضى للعهــد تبديـلا
ومفـرقيـاً أذاب الشـــوق أضلعــه
فـــراح يبحــث عـــن أحـلامه الأولى
عمـان يا أجمل الأسـماء في وطني
ان الجميـلة لا تحتـاج تجمـيــلا
أنت الوحيــدة فـي قلبــي وأنت اذا
تعـددت أغنيـات الحـب فالأولى
تؤججيـن خيـالاتـي فأشــعلها
علــى جبـالـك قنـديلاً فقـنـديــلا
قد كنت أنثر شـعري فوق أرصفـة
رمت عليـهـا صبـايـاك المنـاديــلا
وكنت أقفــز أســوار الهـوى طـربـاً
والآن أحبــو على الأدراج مشــلولا".
إرسال تعليق