حرية سجين

  


 الشاعرزيد الطهراوي 


رأيت الغريب كثيراً و ما كنت أدرك ان الغريب يُدرُّ الصفاء

و كان يفتش عن وهج حرية في السجون التي ألبسته الشقاء

و طار من السجن حتى يحاضر عن ألم السجناء


فحرية النفس أشهى من الأطعمات 

و حرية النفس حق و فرض نؤديه كي ندحر الظلمات

و حرية النفس أن تستقر و تغفو في الطرقات

فتنتصر الشمس في عبق الأمنيات


و قال الغريب : و كم في السجون من الأبرياء

و كم في الفضاء من المعلنين الحروب على همسة و نقاء

و قد قصف الظلم ميراث حق لنُفجعَ بالعثرات


أنا الآن حر و وجهي بهي و صبحي يعانق وجه السماء

أنا من صبرت و نلت القناديل بعد الشقاء 

أزيحوا عن الأرض ظلم القرون و أحيوا الوفاء

و أجيالنا تحتسي ألم الفقد للأقربين فأين العزاء ؟


و غاب الغريب عن الوعي قال أحق شموخي و حريتي أم سبات؟

و عاد إلى الوعي قال : نعم هذه الأرض و الريح و النجم و الشرفات

و كاد اخضرار عيون الغريب يفجر أروقة السجن و الترهات


و قال الغريب : أنا طيِّب كالحقول التي تحمل الوعد للأوفياء

نجوت من الحقد يخترق القلب يسلب مني الصفاء

و سرت وحيداً أدافع عن نبض إطلالاتي في الفضاء

Post a Comment

أحدث أقدم