كان يكفيني أن تصدقني



المهندسة شهد القاضي 


لم أطلب فرصة للشرح، ولا وقوفًا في صفّي على حساب الحقيقة.. لم أطرق بابك متوسلًا دفاعًا، ولم أرتب كلمات توضح شيئًا.. لأنني لم أكن حاضرًا أصلًا عندما اتُّهِمت.. كل ما تمنّيته… أن تصدقني.


أن يُراودك قلبك، أن تتمسك بي كما كنت أفعل معك دائمًا، أن تتذكرني بنقائي لا بما قاله الغياب عني.


كان يكفيني أن تصدقني، ولكنك اخترت أن تسمعهم.


سمعتهم، دون أن تسألني، دون أن تتريّث، دون أن تراجع في داخلك حجم المسافة التي مشيناها سويًا.. انحزت لأصوات لا تعرفني كما كنت تعرفني، لأحاديث لا تمتّ لي بصلة، حتى لو تشابهت ملامحها مع اسمي.


أتدري؟ الوجع الحقيقي ليس في ما قيل، بل في أنك صدّقته.


أنك، رغم كل ما بنيتُه معك، رميتني في دائرة الشك بسهولة، دون حتى أن تطرق بابي لتسألني: "هل فعلت؟"


كنت صديقي… الذي يفترض أن يعرفني دون حاجةٍ لدفاع، أو دليل، أو مرافعة.


لكن حين اختارك قلبي، ظننتُ أنه يختار الأمان.. لم أعلم أنه يختار الخذلان الهادئ، الذي لا يأتي من خصم، بل ممن كنت أستند عليه.


ولأن الكلمة التي لم تقلها في وجهي كانت أصدق من كل شيء، رحلتُ… لا لأنني لا أهتم، بل لأن ما بيننا كان أعمق من أن يُهدَم بهذا الشكل.


رحلتُ لأنني لم أعد أملك شيئًا أتمسك به، سوى كرامتي.


كان يكفيني أن تصدقني… ولكنك اخترت أن تسمعهم.



Post a Comment

أحدث أقدم