المفرق - عمر أبو الهيجاء
"بيت الشعر" بمدينة المفرق الأردنية، استضاف ضمن أنشطته الثقافية الأسبوعية، مساء أمس، كل من الشاعرين: د. خالد المياس و سمير قديسات، في أمسية شعرية، أدار مفرداتها الشاعر خالد الشرمان بحضور مدير بيت الشعر الأستاذ فيصل السرحان، ووسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين والمهتمين، وذكر الشرمان أثناء تقدمه أهمية بيت الشعر ودوره في المشهد الثقافي محليا وعربيا، هذا البيت الذي جاء بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ونثمّن الكريمة في فتح بيوتات للشعر العربي في الوطن العربي، ومن ثم تحدث عن تجربة ضيفي الأمسية وسيرتهما الذاتية.
القراءة كانت للشاعر والأكاديمي د. خالد المياس الذي تغنى بالوطن وقيادته، ومجد بطولات غزة، وتغنى بحبة لدمشق، وتغنى باللغة العربية، شاعر شفاف لغته تعبر عما يجول في دواخل الإنسان العربي، وتقف على اليومي المعاش وتتفاعل معه.
ومن قصيدة له في حب دمشق نقتطف منها حيث يقول"
"دمشق أعشقها والقلب حاديها
والنبض إيقاعها في عرس أهليها
تاريخها عهده يروي حضارتها
والشعر من بردى ما زال يرويها
يا شامُ يا درةَ الأكوانِ يا بلدي
يا منطق الحبِّ، بالعينينِ أفديها
إني، منيرةُ، أهوى الشامَ مذْ زمنٍ
وهذِهِ الروحُ قصرُ العظمِ يُؤويها
أشتاق موتًا على أبوابِ حارَتِها
لِتَصعدَ الروحُ منها نحوَ باريها
في الشامِ أهلي وخِلّاني ومملكتي
لا أبتغي غيرَها، بالحبِّ أرويها
إنْ كنتُ فيها فَشَوْقي لا يُفارِقُني
خَوْفًا مِنَ البُعْدِ يومًا عَنْ رَوابيها
أو كنتُ مُبْتَعدًا فالشَّوقُ يَحْرِقُني
والدَّمعُ مَهما هَمى ما كانَ يَكفيها
هي الشآم حروف الضاد تعشقها
والنحو والصرف والأصوات تحويها
مذ عهد عادٍ تجلت في حضارتها
لليوم تزهو وترقى في معاليها".
الشاعر سمير قديسات شاعر تراب الأردن فتغنى بالوطن والمدن العربية وببطولات الشعب فلسطين وآمال النصر لغة قريبة من ذهنية المتلقي والقارئ سهلة الهضم عميقة المعنى والمبنى، شاعر أخلص للأصدقاء الأوفياء، وذهب إلى خصوصية ولتغزل بها بالمرأة لأردنية.
ومن قصيدة حملت عنوان: "فدى عينيك" من ديوانه "عاشق الأردن" التي قول فيها:
"فِدَى عَيْنَيْكَ يَا وَطَنِي عُيُونِي
وَحَاءُ الْحُبِّ فِي النَّغَمِ الْحَنُونِ
أُحْبُّ مَعَ الْقَصِيدَةِ وَهْيَ أُنْثَى
أُنُوثَتَهَا وَيَفْضَحُنِي جُنُونِي
وَحِينَ أَرَاكَ بَيْنَ غَدِي وَأَمْسِي
تُعَذَّبُنِي الشُّجُونُ مَعَ الشُّجُونِ
أُفَتِّشُ عَنْكَ فِي نَبَضَاتِ قَلْبِي
وَأَسْأَلُنِي وَأُرْجِعُنِي بِدُونِي
فَيَا وَطَنَ الْقَصَائِدِ وَالنَّشَامَى
وَيَا لُغَةَ الْقَصِيدَةِ لَنْ تَكُونِي
سِوَى مَا كَانَ لِلْأُرْدُنِّ فِينَا
لِأَكْتُبَهُ وَإِلَّا فَاعْذُرُونِي".
إرسال تعليق