عمان – عمر أبو الهيجاء
تواصلت مساء أمس، في المكتبة الوطنية، فعاليات "احتفالية يوم الشعر العالمي" الذي ينظمها بيت الشعر بالمفرق احتفاء بالشعر بالشعراء، وشارك في الأمسية الشعرية الثانية الشعراء: قاسم الدراغمة، ميسون النوباني، محمد الفراية، وعبد الرحمن المبيضين، وأدار مفردات الأمسية الأديب والإعلامي حسين نشوان، بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان ومساعد مدير المكتبة الوطنية أحمد الخلايلة، ووسط حضور لافت من الشعراء والأدباء والإعلاميين والمهتمين.
القراءة الأولى اثثها الشاعر قاسم الدراغمة، فقرأ قصائد فلسفية بلغة معبرة عن مكنونات النفس الإنسانية فكانت هلوسات شاعر لمعنى ذاتية الوجود.
من قصيدته "هلوسات بعد منتصف الوجود" نطالع منها:
"هذا/لأنّي جئتُ حضنك/غارســا/فـوجدت رأسي/في ربيعك/يابسا/نبتت عليه/من الهوى/غمازتان/وشامــــتان/خلقن منك/(نراجسا)/أقصى الذي يرجوه/حضن دافئٌ/وأنا لجأت إليه/طفلًا ناعسا/وفمي كما دعسوقة/حظّ ربيعيّ الشفاه/يمرّ فوقـــــك/هامســـــا/وأنا وأنت قصيدتان/ربوت بينهما/وكنت مشاكسا/متسلّلان بلا زمانٍ/كلّمــا/انقضت الفصول/نشأت فصلًا خامســـا/ماذا سأفعل/إنّ حضنـــــــك/شاغل بالي.. كثيرًا/لا يقنّط يائسـا".
من جهتها الشاعرة ميسون النوباني قصائد استلهمت الواقع بلغة موحية ومعبر عما يدور في محيطها اليومي من وجع وألم إنساني معاش.
من قصيدة لها تقول:
"ضحك الدليل فقلت مالك تضحك/طال الطريق وما ظننتك تنهك/رد استعنت بضحكة كي أتقي/ دمعا إذا قال ابتدأت سيسفك/إني عرفت الدرب درب متاهة/حيث النفوس كما الأسنة تشبك/لما لمحت السيف يكسر هامتي/أدركت حزنا دونه لا يدرك/وقطعت أعناق الليالي بالمنى/بيدين راجفتين والدم يربك/خلت الحقيقة أن وجهي عابس/والقلب فر مسلما أو يوشك/ما كنت أسمع في العيون مرارة/إلا إذا ضحك القوي المنهك/يا صاحبي عل الجراح تدلنا/وتضيء من أشلائنا ما يسلك/عل الصخور الحاديات لركبنا/تبتل دمعا كي يفور الليلك/ولعل أبواب السماء تضمنا/صوتا تجلى حيث تاه المسلك/ليطوق الأرجاء بالحلم الذي/منذ ابتدأنا شاهد لا يترك".
فيما قرأ الشاعر محمد الفراية قصائد إنسانية تفيض بدهشة القول الشعر وجماليات اللغة وانسيابها مع اللحظة المعاشة.
من قصيدة "ذاكرة" نقتطف منها:
"الليلُ صُداع/والوحيُّ المُتَردد في رأسي الآن سيخبرني:كتبَ الشعراءُ قصائدهم/أما أنتَ ستبقى كالقمر تُمغنطُ قافيةً/وتهدهدُ أفكاركَ طول الوقت/على الأوجاع/ممزوجاً بالنكباتِ الأبدية/تتلعثمُ في ورقٍ لم يُجدِ/به التمزيقُ/اخيراً :/قد أشعلتِ الفكرة عند الفجر/وحَضرت ربّةُ اوجاعي/وتقاسمنا الفقر/أخيراً/أقنعتُ الأوجاعَ الصاعدة من القمرِ اليكِ/بأنكِ أطيب/أرغفتي/تكفي للشعر وكي اعبرَ ايامكِ قمراً/مثل صعود النخلةِ/في وجهِ الدخلاء/النُبلاء".
واختتم القراءات الشعرية الشاعر عبد الرحمن المبيضين، حيث مجموعة من قصائده العمودية مستحضرا الشاعر عنترة وطرفة معزوفة شعرية جميلة و رموز الشعر القديم.
من قصيدة "الشاعر" نختار منها:
"يعيش مكرّما زاهي الصفات
ويخلد ذكره بعد الممات
فكم من شاعر أضحى مثالا
وصار معلما للمكرمات
فعنترة الذي أبلى بلاء
بكل حروبه رجل الثقات
يقبّل سيفه اللماع لما
تذكر وجه باسمة الشفاة
يغضُّ الطرف إن مرت فتاة
ولا يجري وراء الغانيات
وطرفة إن أتى حربا ينادي
بأن الحرب لا تُنهي حياتي".
وتختتم فعاليات بيت الشعر بالمفرق في السادسة والنصف مساء اليوم بمركز إربد الثقافي بقراءات شعرية يؤثثها الشعراء: حسن البوريني، د. طي حتاملة، حسين الترك، عمر أبو الهيجاء، و محمد تركي حجازي، ويدير مفرداتها مدير المركز الشاعر والناقد د. سلطان الزغول .
إرسال تعليق