غدير عبدالكريم العقيلي
هو القدرة العجيبة التي يمتلكها بعض الناس للتعامل مع مختلف المواقف الصعبة والضغوطات دون أن يفقدوا اتزانهم أو يعبروا عن انفعالاتهم بشكل مفرط، بالإضافة أنه هدوء داخلي يعكس نضجًا نفسيًا عميقًا، ويتيح للشخص التفكير بوضوح واتخاذ القرارات الصائبة دون أن يتأثر كثيرًا بالعوامل الخارجية، حيثُ تُبرز قيمة الثبات الانفعالي في الأوقات العصيبة، حيث تكون المواقف محتدمة والأحداث متسارعة؛ في هذه الأوقات تحديدًا ينتج عن الشخص المتزن ثبات وهدوء ، يمنح الأمان لمن حوله، كالمرسى السفينة التي لاطمتها الأمواج الثائرة؛ الثبات الانفعالي لا يعني عدم الشعور أو كبت العواطف، بل هو قدرة على التحكم في هذه العواطف وإدارتها بوعي الشخص الثابت انفعاليًا فيعرف متى يُعبر عن مشاعره وكيف يعبر عنها بطريقة بناءة، فهو لا ينكر مشاعره ولا يتجاهلها، ولكنه يستطيع أن يضعها في إطار منطقي يمكنه من التعامل معها بفعالية، وفي الحياة اليومية، يظهر الثبات الانفعالي في العديد من المواقف البسيطة والمعقدة، وعندما يتعرض الشخص لانتقاد غير مبرر، بدلًا من الرد بعصبية، يمكنه أن يلتقط أنفاسه ويفكر في الرد المناسب بهدوء، وعندما يواجه مشكلة كبيرة، لا ينهار ولا يستسلم للذعر، بل يبدأ بتحليل الموقف وإيجاد الحلول الممكنة.
وفي النهاية الثبات الانفعالي هو مهارة يمكن تعلمها وتطويرها ويتطلب الأمر ممارسة وتأملًا ووعيًا بالذات ويمكن للشخص أن يبدأ بتعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء، وأن يسعى لفهم مشاعره وأسبابها، وأن يتعلم كيفية التعبير عنها بشكل صحي، ومع مرور الوقت، يصبح الثبات الانفعالي جزءًا من شخصية الشخص، يعينه على مواجهة تحديات الحياة بثقة وهدوء.
إرسال تعليق